بين الآمال الكبيرة والمخاوف المتزايدة.. الذكاء الاصطناعي يثير الجدل في المدارس

بين الآمال الكبيرة والمخاوف المتزايدة.. الذكاء الاصطناعي يثير الجدل في المدارس
استخدام الذكاء الاصطناعي في المجال التعليمي (تعبيرية)

 

مع توسع نطاق التعليم الرقمي عقب جائحة كوفيد-19، تسعى شركات التكنولوجيا جاهدة لإدخال الذكاء الاصطناعي في المجال التعليمي، ورغم الآمال الكبيرة، يواجه هذا التوجه شكوكًا حول منافعه وتأثيراته طويلة المدى.

في بريطانيا، يُعتبر تطبيق "سباركس ماث" Sparx Maths مثالًا على أدوات الذكاء الاصطناعي المستخدمة في المدارس، حيث يعتمد التطبيق على خوارزميات لمتابعة تقدم الطلاب، لكنّ الحكومة تخطط لتوسيع استخدام الذكاء الاصطناعي بشكل أكبر، مع تخصيص 4 ملايين جنيه إسترليني لتطوير أدوات مساعدة للمعلمين في إعداد المحتوى التعليمي بحسب فرانس برس.

وفي الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية، يشهد الذكاء الاصطناعي انتشارًا مشابهًا، بينما كانت فرنسا تستعد لإطلاق تطبيق "ميا سوكوند" Mia Seconde لمساعدة الطلاب في اللغة الفرنسية والرياضيات، إلا أن تغيرات حكومية أدت إلى تعليق الخطة، بينما توسعت شركة "إيفيدانس بي" الفرنسية التي طورت التطبيق لتقديم خدماتها في إسبانيا وإيطاليا.

الشركات الكبرى تدخل على الخط

ترى شركات التكنولوجيا العملاقة مثل "مايكروسوفت" و"ميتا" و"أوبن إيه آي" فرصًا واعدة في التعليم، وتستثمر بكثافة في أدوات الذكاء الاصطناعي للترويج لها لدى المؤسسات التعليمية.

لكن مدير تقرير الرصد العالمي للتعليم في اليونسكو، مانوس أنتونينيس، حذر من استخدام التعليم كـ"حصان طروادة" لجذب المستهلكين المستقبليين، وأبدى قلقه من استغلال بيانات الطلاب لأغراض تجارية، فضلًا عن المخاطر المرتبطة بالخوارزميات المتحيزة والاهتمام بالمكاسب المالية أكثر من النتائج التعليمية.

انتقادات وشكوك

لم تسلم الابتكارات التكنولوجية من الانتقادات، ففي بريطانيا، أبدى أولياء الأمور استياءهم من تطبيق "سباركس ماث"، حيث رأى البعض أنه يفقد الطلاب اهتمامهم بالمادة، كما أظهرت دراسة لمركز "بيو ريسيرتش سنتر" أن 6% فقط من معلمي المدارس الثانوية الأمريكية يرون في الذكاء الاصطناعي فائدة تفوق آثاره السلبية.

من جانبه، أكد مانوس أنتونينيس أن التعليم يعتمد بشكل كبير على التفاعل الاجتماعي، وهو ما يتناقض مع فكرة "التعلم الشخصي" التي يروج لها الذكاء الاصطناعي، ووافقه الرأي ليون فورز، المستشار الأسترالي والخبير في الذكاء الاصطناعي التوليدي، الذي أشار إلى أن هذه التكنولوجيا تعزز العزلة بدلًا من التفاعل.

التكنولوجيا ليست الحل الوحيد

رغم الفوائد المحتملة للذكاء الاصطناعي، يرى الخبراء أنه لا يمكن أن يكون بديلاً عن الدور البشري في التعليم، وأوضح فورز أن التكنولوجيا قد تساعد في حالات محددة، لكنها لن تعالج التحديات الاجتماعية والاقتصادية والسياسية التي تؤثر على الطلاب والمعلمين.



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية